الخليل: تجددت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومواطنين فلسطينيين في مدينة الخليل احتجاجا على قرار تل أبيب ضم الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل في بيت لحم إلى ما يسمى المواقع الأثرية الإسرائيلية، بالتزامن مع الذكرى السادسة عشر لمجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت في 25 فبراير/ شباط 1994 .
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن مصادر فلسطينية أن المواجهات تركزت في جبل جوهر ومفرق طارق بن زياد شرقي المدينة ، مما أدى الى وقوع اصابات.
وقام المواطنون الفلسطينيون بحرق إطارات السيارات وإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال التي تواجدت بشكل مكثف في المنطقة وقامت بإطلاق الأعيرة النارية والغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الفلسطينيين وطلبة المدارس مما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أربعة فلسطينيين.
وكانت الخليل قد شهدت خلال اليومين الاخيرين مواجهات وصدامات بين سكانها الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال وحرس الحدود في اعقاب قرار الحكومة الاسرائيلية اعتبار الحرم الابراهيمي الشريف بالمدينة جزاء من قائمة التراث اليهودي .
كما نفذ سكان المدينة خلال اليومين الاخيرين اضرابا تجاريا اغلقوا فيه محلاتهم التجارية احتجاجا على هذا القرار والذي طال كذلك مسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم القريبة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت في جلستها الأسبوعية الأحد الماضي ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم إلى قائمة المواقع الاثرية التراثية التي خصصت لها 400 مليون شيكل (أكثر من مئة مليون دولار) بهدف صيانتها وترميمها.
وتعتزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي إطلاق خطة خماسية لتهويد معالم أثرية في فلسطين، وترميم أخرى، وإقامة مشاريع تراثية مرتبطة بالتاريخ والتراث اليهودي المزعوم، وهدف الحملة المعلن هو "توثيق العلاقة بين مواطني إسرائيل والشعب اليهودي في الشتات، وبين تراثه التاريخي والصهيوني في إسرائيل".
وتشمل الخطة إقامة نصب تذكارية، ومتاحف صغيرة، ومسارات للمشاة، ومواقع أثرية وحدائق، ومراكز معلومات، وترميم مواقع قائمة.
مجزرة الحرم الابراهيمي
وتأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع الذكرى السادسة عشر لمجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت في 25 فبراير/ شباط 1994 ونفذها المتطرف اليهودي باروخ جولدشتاين حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجرا ، مما أدى لاستشهاد 35 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
وشكلت اسرائيل بعد تنفيذ هذه المجزرة التي فجرت صدمات شديدة مع قوات الاحتلال في مختلف المناطق الفلسطينية لجنة للتحقيق اسمتها " لجنة شمغار " والتي اجرت تحقيقا في المجزرة قبل ان تتخذ في النهاية قرارا بتحويل ثلثي المسجد الابراهيمي الى كنيس يهودي طالب بها بضع عشرات من المستوطنين المتطرفين الذي يقيمون فيها .
وفي هذه المناسبة قال رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي لوكالة الانباء الفلسطينية "ذكرى المجزرة المؤلمة التي لن تنسى من التاريخ الفلسطيني تتجسد كل يوم من خلال ممارسات المستوطنين في مدينة الخليل، والتي تتواصل حتى اللحظة".
وأضاف" ما جرى خلال الأيام الماضية من إعلان الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي لهو استمرار لمسلسل المجازر، ليس فقط بحق الإنسان الفلسطيني بل كذلك ليشمل التاريخ والمقدسات والأرض والحجر".
وتابع: "اليوم في الذكرى السادسة عشرة لهذه المجزرة التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولدشتاين، علينا أن نعمل من اجل حماية أبناء مدينتنا وبلدتنا القديمة وفاء لدماء الشهداء الأبرياء".