مفكرة الإسلام:
أكدت لجنة تحقيق أيرلندية أن الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات كانت تديرها الكنيسة الكاثوليكية في البلاد خلال الثمانينيات بالقرن الماضي قد تعرضوا لانتهاكات يومي بسبب الاستغلال الجنسي من قبل القساوسة لهم.
وكشفت اللجنة أن العقاب الجسدي في مدرسة "أرتاني" التي تديرها "مجموعة الإخوة المسيحيين الكاثوليكية" كان بشعًا وكبيرًا وجعل الأطفال يعيشون في ذعر مستمر وأنهم دائمًا تحت التهديد.
اعتداءات مستمرة على مدار 14 عامًا
وقال التقرير الصادر عن اللجنة: "خلال ثلثي فترة التحقيق الذي أجرى بمدرسة ليترفراك كان يوجد معتد جنسي واحد على الأقل, وظل اثنان من ممارسي الاعتداءات الجنسية موجودين هناك 14 عامًا ولم يقدم القساوسة تبريرًا بشأن كيفية وجودهما هناك دون أن يكتشف أمرهما أو يتم الإبلاغ عنهما لمدة طويلة".
وتحدثت لجنة التحقيق الأيرلندية عن كيفية استمرار أحد الرهبان في مدرسة القديس يوسف الصناعية في ترالي الواقعة أيضا جنوب غرب أيرلندا، في إرهاب الأطفال أكثر من سبع سنوات بعد نقله إلى هناك من مدرسة يومية حيث تسبب عنفه تجاه الأطفال هناك في حدوث مشاكل حادة مع الآباء.
وأضافت لجنة التحقيق: "الإيذاء الجنسي كان وباءً متوطنًا بمدارس البنين التي يديرها رجال دين، ووصف التقرير الإيذاء الجنسي للأطفال بمدرسة أرتاني الصناعية بضواحي دبلن ومدرسة ليترفراك في غرب أيرلندا بأنه مشكلة مزمنة".
من جهتها كشفت صحيفة أيريش تايمز أن التقرير الذي ظهر بعد نحو تسع سنوات من التحقيق وأعدته لجنة برئاسة القاضي شون رايان، ركز على أطفال المدارس الصناعية الذين إما أهملهم آباؤهم أو سلموهم إلى هذه المؤسسات كي تعتني بهم.
التقرير يدين المناخ العام الذي سمح بحجم الانتهاكات
وأدان التقرير الذي نشرته لجنة مكافحة الإيذاء الجنسي للأطفال قادة الإخوان المسيحيين وراهبات الرحمة التي أداروا تلك المدارس وكذلك وزارة التعليم البريطانية، بسب غياب الرقابة على هذه المدارس.
وقال التقرير: "الأطفال عاشوا في رعب يومي لا يدرون من أين سيأتيهم الضرب مرة أخرى، وكان الصبيان عادة ضحايا للاعتداء الجنسي بينما التحرش بالبنات كان أقل حدوثاً ولكنهن كنّ يعاملن معاملة فظة".
وعقب صدور التقرير قام كبير أساقفة أيرلندا الكاردينال شون برادي بتقديم اعتذاره بسبب الانتهاكات التي ارتكبت بالكنيسة.
وقال برادي: "يوضح هذا التقرير أن خطأً كبيرًا وأذى لحق ببعض الأطفال الأكثر عرضة للضرر في مجتمعنا، ونحن نوثق لسجلٍ من القسوة والإهمال والاستغلال البدني والجنسي والعاطفي".
وأعلنت لجنة تدعى الناجون الأيرلنديون من إساءة معاملة الأطفال، ترحيبها بالتقرير الذي جاء بعد انتظار طويل لصالح ضحايا النظام الوحشي المتبع في المدارس الصناعية، ويديرها الكهنة الكاثوليك ووزارة التعليم.