موقع دار الكتب اكبر موقع علي الانترنت للكتب العربيه كالعاده بحب ادخل عليه في وقت فراغي فهو يحمل الكثير من المتعه والقصص المثيره جدا
انهارده قريت عليه قصه لاحد كتاب القصص القصيره والادب المسرحي بجد عجبتني جدا وحبيت انقلها لكم وبتمني اعرف رايكم في اختياري:-
اسمها (الرجل الذي اغتصب براءاتي )
يبدأ الإحساس بيومى بمجرد أن تتفتح عينى ، فإما أشعر بأننى مكتئبة ولا أريد أن أتعامل مع الناس هذا اليوم ، فتأخذ ملامحى شكل الجدية و الحزم و الحزن معا ، و أصير كمن فقدت عزيزا ، فأرتدى ملابسى السوداء التى أتشحها كلما شعرت بالضيق ، وإذا حادثنى أحدهم أحاول جاهدة ألا أطيل فى الحديث حتى لا أفتعل معه شجارا عنيفا لأننى بالتأكيد لن أستمر طويلا بدون أن أفعل شيئا غريبا لأننى لست على طبيعتى و لا أريد التحدث لأحد .
أو أشعر بالبهجة و أصحو من نومى وفوق لسانى كلمات عذبة لأحد أغنياتى المفضلة ، و أظل أرددها طوال فترة الصبح ، ثم يأتى ميعاد نزولى إلى العمل فأرتدى ملابسى و أنزل مبتهجة و أنا مازلت أردد نفس الكلمات و لكن بألحان مختلفة ، و أظل مبتهجة طيلة اليوم و أشعر بالحب تجاه كل من حولى حتى من لا أعرفهم .
وفى أحد تلك الأيام المبهجة و أنا فى طريقى إلى مترو الأنفاق سمعت صوتا يخترق أذناى ،لرجل يسير على نفس خطى قدماى ، يتحدث فى هاتفة المحمول لشخص إسمه " على " و يخبرة عن تفاصيل إغتصابه لأبنة أخية الصغيرة التى لا تتعد العشر سنوات ، ويقوم بحكى تفاصيل التفاصيل لهذا الـ " على " و وصل الأمر إلى أن قام بسؤال على أن يزورة فى مكان ما لينال نصيبة من تلك الفتاة المسكينة و ليقوم بتحفيزة كان يعيد على مسامعة و مسامعى معه أنات تلك الطفلة و توسلاتها لهذا " الفحل " أن يبتعد عنها ، وكيف أنها رغم سنواتها العشر إلا إنها تتمتع بقدر هائل من الإشباع الجنسى لم يكن يتخيلة و لن يضنية عن صديق عمره " على " و يؤكد علية أنه لن يندم إذا ما ذاق تلك الصغيرة التى تبكى و فى بكاءها نغما لن ينساه .
وفى تلك الاثناء كنت أستمع إلى ذلك الحديث و أنا أبكى خوفا على تلك الصغيرة و فزعا من هول ما أسمع ولن أخفى الرعب الذى تملكنى من هذا الرجل على نفسى فكلما أسرعت من خطواتى أسرع هو الاخر و كلما ابطأتها أجده هو الاخر يسير كما أفعل ، فقسوة الموقف جعلتنى لأول مرة أدرك كيف أن يكون الإنسان بلا حيلة و لا يعرف كيفية التصرف .
كدت أصرخ مستنجدة ولكنى خشيت إنتقامة ، وعند وصولى لمحطة المترو الأنفاق لم أعرف كيف ركبت القطار ، ولكنى لم أتحدث بكلمة واحدة وقد نسيت الأغنية التى كنت أشدوا بها منذ قليل ، و جلست أشعر بجسدى يحترق .
وصلت إلى مكان عملى ومازلت أبكى وأتصبب عرقا ، وحين جلست بجوار رئيسى فى العمل ، لم يقتنع بأى من المبررات التى حاولت إختلاقها لأبرر ما يراه فى عينى من فزع و خوف .
أخبرته بكل ما حدث و أنا أبكى و أرتعد ، إلا إنه لم تتغير ملامحة إلى ما كنت أتوقع ولكنه نظر إلى كما يفعل دوما حين يريد أن يخبرنى أننى لم أزل طفلة بعد ، و إبتسم و هو يتوجه بنظراته إلى اللاشئ ، ثم قال لى " لقاكى صغنونة قال يلعب بأعصابك ، مفيش حد ممكن يعمل كده " لم أتوقع أن يكون هذا الرد على ما حكيت منذ أقل من دقيقة ، و لكنة أكمل حديثة بنفس النبرة الهادئة الناصحة " إنتى لسه الدنيا ماخربشتكيش علشان كده كل ما بتخرجى فى الطل بتحسى بالهوا لطيف و لما بتحاول تخربش فيكى براحة بتحسى إنها جرحتك " لم أعرف ماذا أقول له غير أننى ذهبت لأقوم بعملى و أنا أسمع صوت هذا الرجل الذى إغتصب طفلة أخيه بلا رحمة ، وظل إحساسى لبقية اليوم كما هو إلى أن عدت وإرتميت فى أحضان أمى و حكيت لها ما حدث ولكنى للمرة الثانية لم أجد ردة الفعل التى انتظرها ، فقط هدوء واضح فى الصوت و إحساس كبير بالشفقة على الطفلة - أنا - التى صدقت هذا الرجل السادى كما وصفته أمى .
لم أصدق أى منهما لا أمى و لا رئيسى فى العمل ، و ظللت لثلاثة أشهر أحلم بهذا الرجل و أتخيل تلك الطفلة كما كان يصفها و أسمع صوته فى كل مكان و كأنه يحاصرنى حتى صرت أخشى السير وحدى فى الطرقات ، إلا أن جاء يوما لا يختلف كثيرا عن اليوم الذى سمعت فيه صوت هذا الرجل و إذا به مرة أخرى يسير بلا هدف و يتحدث كما المرة السابقة و بنفس الكلمات و التفاصيل و الوقفات و الفواصل ، ولم يتغير فى شئ حتى " على " مازال يسمع مأساة الطفلة المدعو لإقتسامها مع عمها .
و لكنى هذه المرة على تأكدت أنها مجرد لعبة كما حاولا أمى ورئيسى إقناعى من ذى قبل ، و إكتشفت بعد معاناه دامت لثلاثة أشهر أنه ليست هناك فتاة مغتصبة و ليس هناك من " على " و أن الفتاة الوحيدة التى أغتصبت برائتها هى أنا .